اغسِلْ يَديكَ بماءِ نارْ (احمد مطر)

اغسِلْ يَديكَ بماءِ نارْ .

وَاحلِفْ على ألاّ تَعودَ لمِثْلِها

واغنَمْ نصَيبك في التّقـدُّمِ .

بالفِـرارْ !

دَعْها وَراءَك في قَرارة مَوتِها

ثُمَّ انصرِفْ عَنها

وَقُلْ: بِئسَ القَـرارْ .

عِشْ ما تبقّى مِن حَياتِكَ

لِلحَياةِ

وَكُفَّ عن هَدْرِ الدِّماءِ على قِفارْ

لا يُرتجى مِنها النَّماءُ

وَلا تُبشِّرُ بالثِّمارْ .

جَرَّبْتَها

وَعَرَفت أنَّكَ خاسِرٌ في بَعْثِها

مَهْما بلَغتَ مِنَ انتصارْ .

حُبُّ الحياةِ إهانَةٌ في حَقِّها ..

هِيَ أُمَّةٌ

طُبِعَتْ على عِشْقِ الدَّمارْ !

هِيَ أُمَّةٌ

مَهْما اشتعلتَ لكي تُنير لَها الدُّجى

قَتَلتْكَ في بَدْءِ النَّهارْ !

هِيَ أُمّةٌ تَغتالُ شَدْوَ العَندليب ِ

إذا طَغى يَومًا على نَهْقِ الحِمارْ !

هِيَ أُمّةٌُ بِدمائِها

تَقتصُّ مِن غَزْو المَغُـولِ

لِتَفتدي حُكْمَ التَّتارْ !

هِيَ أُمَّةٌ

لَيسَتْ سِوى نَرْدٍ يُدار ُ

على مَوائِدَ لِلقِمارِ

وَمالَها عِنْدَ المَفازِ أو الخَسارْ

إلاّ التّلذُّذُ بالدُّوارْ !

هِيَ باختصارِ الاختصارْ :

غَدُها انتظارُ الاندثارِ

وأَمسُها مَوتٌ

وَحاضِرُها احتِضارْ !

***
هِيَ ذي التّجاربُ أنبأتَكَ

بإنَّ ما قَد خِلْتَهُ طُولَ المَدى

إكْليلَ غارْ

هُوَ ليسَ إلاّ طَوْقَ عارْ .

هِيَ نُقِطةٌ سَقَطَتْ

فأسْقَطَتِ القِناعَ المُستعارْ

وَقَضَت بتطهير اليدينِ مِنَ الخُرافة جَيّدا ً

فَدَعِ الخُرافَةَ في قرارةِ قَبرِها

واغسِلْ يَديكَ بماءِ نارْ

0 Comments:

Post a Comment



رسالة أحدث رسالة أقدم الصفحة الرئيسية